السبت، 16 يناير 2016

شـرف عبدالله مـراد


قصة من فلسطين.....
أحد الفلسطينيين كان يسكن في ضاحية من ضواحي الضفة في بيت متواضع وله قطعة أرض بجوار منزله يزرع فيها الفجل وكان له ولد يساعده في زراعة تلك الأرض ورعاية وجني محصولها المتواضع
وفي أحد الأيام قامت سلطات الإحتلال بإعتقال الشاب الفسطيني وبقي أبوه حزينا لايفارقه طيف إبنه الوحيد المعتقل في سجون الإحتلال ومرت الشهور وزاد شوق وحنين ذلك الأب وكان كلما وقف أمام قطعة الأرض تذكر إبنه عندما كان يساعده في حرثها وبذرها وسقاية محصولها
كان يتذكر كل شيء لحظة بلحظه ويتذكر ماكانا يعملانه معا ويتحدثان عنه
قرر الأب أن يكتب رساله ويبعث بها إلى إبنه ليعبر له فيها عن شوقه وحنينه له وعن مشاعر الأبوه العميقه أكد له فيها بأنه ينتظر اليوم الذي سيعود فيه إلى المنزل وقد أطلق سراحه فيزرعان الأرض سويا ويساعده في العمل كما كان يساعده في السابق
فهو يعمل بمفرده وكم هو محتاج لعودة إبنه..ووو
سلم الرساله لسلطات الاحتلال عبر بريد السجون والأمن الداخلي ووصلت لإبنه في السجن وفتحها وأخذ يقرأها ويعيدها ويكررها
أمسك الولد القلم وكتب رسالة رد لوالده قال فيها...
ياأبي لاتحفر قطعة الأرض فقد دفنت فيها سلاح خاص بالمقاومه الفلسطينيه وإذا حفرت سينكشف أمر السلاح المدفون هناك..
............
وضع الرساله في ظرف وناول بريد السجون وفقا للروتين المتبع في سجون الاحتلال ووصلت الرساله لوالده وقرئها وتوقف عن العمل ولم تمر سوى ساعات حتى وصلت مجاميع عسكريه صهيونيه ومعهم جرافات ومعدات وقامو بتطويق المكان وحفر تلك الأرض بحثا عن السلاح المخبأ وبعد جهد كبير بذلوه اكتشفوا أنهم خدعوا وأنه لايوجد أي سلاح مدفون وأدركوا انهم أغبياء وان الولد أذكى منهم فقد سلم لهم رساله وضمنها سر كبير وهو يعلم بأنهم يفتحون ويقرؤون كل حرف ويطلعون على كل مايدخل ويخرج من السجون
وبعد أيام بعث الولد برساله شفهيه لأبيه مع أحد الزوار سرا قال فيها ياأبتي لست وحيدا سأبقى بجوارك أساندك دائما لقد ساعدتك وحفرت لك الأرض ووفرت عليك الجهد والوقت فماعليك الآن إلا أن تضع البذور وتسقيها وتحصد ثمارها وسأكون معك حاضرا في كل وقت لست لوحدك أنا معك دائما...
والدك...


هل فهمتم كيف يتصرف الرجال العظماء ولو كانو خلف جدران السجون أو أسوار المنفى أو على أسرة المستشفيات لايأس ولاعجز ولا تخاذل ولا إستسلام مهما كانت الظروف فلاييأس ويعجز ويستسلم إلا الضعفاء الجبناء عبيد بطونهم وفروجهم وشهواتهم

إنهم أبناء فلسطين الصامده
إنهم الطائفه المنصورة على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم أوخالفهم
إنهم قطرة الشرف الوحيده في بئر الدعاره العربيه
إنهم بارقة الأمل في ليل العرب الدامس
إنهم شلال الطهارة في مستنقع النجاسة الإسلاميه والقذارة القوميه
إنهم البقيه الباقيه من الرجال الأحرار في سوق الجواري والرقيق والعبيد المسلمون
إنهم من يدافعون عن الأرض والعرض وشرف وكرامة العرب والمسلمين ويقاتلون بالنيابة عن الجميع ويموتون عن الكل بالوكاله لكي يحفظوا ماتبقى من ماء الوجه المراق
إنهم من يفجرون أنفسهم لكي لاتنفجر كروش شعوب وحكومات العرب المستعربين المنافقين المنهزمين
إنهم من تحدو بحجارتهم آلة القتل وهمجية المحتل
وصدوا بصدورهم العارية نيران المدافع اللماعه
إنهم البقية الباقية الحيه من أمتنا الميته
إنهم الأهل والأرض والدار والوطن
إنهم الماضي والحاضر والمستقبل
وماسواهم فسراب بقيعة
وزبدا رابيا
وغثاء سيل
إنهم سيبقون درع العروبه
أمام اليهود جدارا
فيا ليتني قد ملكت الخيارا...

0 التعليقات:

إرسال تعليق