المنطقة العربية بين أطماع الخارج وأوجاع الداخل الحلقة (3)--:
لماذا تحول الشرق الإسلامي إلى ساحة صراع مفتوحة بين القوى العالميه وماأهمية هذا الحيز الجغرافي عالميا..؟؟؟
1-إن القارة الإسلامية هي قارة الوسط ومن يسيطر على العالم الإسلامي سيسيطر على العالم
2-تعتبر المنطقة ((الشرق الأوسط)) هي نقطة الإرتطام الأساسية بين القوى العظمى في التاريخ ويختصر الباحثون ذلك بقولهم:-
مفاتيح العالم موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط بسبب الموقع الإستراتيجي والثروات الضخمة
مفاتيح العالم موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط بسبب الموقع الإستراتيجي والثروات الضخمة
3-تعتبر منطقة المشرق الإسلامي هي القنبلة الديمغرافية بسبب النمو السكاني المتزايد وبحسب أطلس الديانات لعام(2011م) سيتخطى معدل الشبيبة في المجتمعات الإسلامية نسبة 50% من السكان.
4-يحتوي الشرق الأوسط على أهم شبكة مواصلات دولية ففيه مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل وجبل طارق وباب المندب وممر قناة السويس فضلا عن الأجواء التي يمر بها طيران العالم كله
5-وتعود أهميته كذلك إلى إمتلاكه نحو ثلثي الثروة النفطية العالمية
6-وأخير وجود إسرائيل في المنطقة يمثل أحد أهم الدوافع للقوى العالمية كي تستنفر قواها وإمكانياتها لكي تحقق لليهود هدفين مهمين وهما وجودها المتجذر في قلب المنطقه وأمنها المستدام...
ماهو موقع لبنان وثورات الربيع العربي والقوتين الإقليمتين المتصارعتين السعوديه وإيران في حصيلة إفرازات الحراك الشامل الذي تعيشه المنطقة...؟؟؟؟؟
--سنبدأ من لبنان بإعتباره نقطة التقاطع في الصراع السني الشيعي للسيطرة على العالم الإسلامي وذلك لوجود الأقليات فيه حتى غدا أشبه بمعمل إختبار وتجارب من ناحية ومن ناحية أخرى لموقعه الحاجز بين قوتين هما إسرائيل التي تمتلك القوة في كل المجالات وسوريا التي لاتمتلك سوى المهارة في إشعال الإضطرابات واختراق الكيانات المسلحة مخابراتيا وصنعها إن استلزم الأمر
--وأما موضوع الثورات العربية فلاتزال التحولات في المنطقة مستمرة وهي أشبه بتسونامي سياسي ويلاحظ عليها أن دورتها لم تكتمل بعد وعمرها قصير نسبيا ولهذه التحولات ثلاثة مستويات:-
1--المستوى الجذري المطالب بتحول كامل
2--المستوى الوسطي على شكل ثورة غير شاملة تصيب بعض مكونات المجتمع
3--المستوى العادي الذي ينال من شكل النظام القائم وليس فلسفته وأسسه
وإن ظهور إيران وسوريا وحزب الله بمظهر المرحب بالإنتفاضات العربية ليس صحيحا إلابالنسبة لبلد واحد هو البحرين فقط.
ويمكن تقسيم الدول العربية بناء على ذلك إلى أربع فئات:-
1-فئة أسقطت سلطتها تماما كتونس ومصر وليبيا ونلاحظ خلوها من الحضور الشيعي المؤثر
2-فئة لازالت تشهد الإعتراضات كالجزائر والعراق والبحرين والأردن
3-فئة انزلقت نحو الصراع العنيف كما في سوريا واليمن ونلاحظ قوة الوجود الباطني والشيعي فيهما
4-فئة لم يصلها شيء يذكر من آثار تسونامي الربيع ولا يضمن أحد ديمومة سلامتها منه لأن الربيع العربي ساهم في قلب الأفكار وثقافة التسلط
ولو عدنا إلى محفزات حدوث الربيع العربي فيمكن جمعها في غياب العدل وإنتشار الفساد بأنواعه واستحكام الاستبداد وإنتهاك حقوق الإنسان ومن الطبيعي أن تكون مقاصد الجماعات المتمردة على ظلم الأنظمة هي التجسيد لكل ما هو نقيض لوضعها البائس الذي تعيش فيه من خلال تكريس قيم العدل والحرية والتنمية ودولة القانون والمؤسسات
وأما أهداف الثورات العربية فهي تضاهي أهمية وخطورة شرعية الثورة ذاتها
فإلى أين تتجه الثورة؟؟ وما غرضها؟؟ وكيف تحققه؟؟ وما هو مداها؟؟
وهذه كلها مسائل خطيرة لا ترتجل بل عادة ما تكون مركوزة في كل حركة تغييرية تاريخية والوضع العربي مفتوح على كل الإحتمالات
بيد أن الأهداف المعلنة تصبو إلى السلطة بديلا للتسلط ووحدة الأرض وتحرير الإنسان وإعلاء شأن النظام والقانون والتوافق بين المعاصرة والأصالة
وتتناول عملية التقويم لأحداث الربيع العربي الوجهين...((الإيجابي والسلبي))
في حدود ما بلغته حتى الآن وفي حدود ما يتوقع أن تبلغه في المستقبلين القريب والبعيد
فمن إيجابياتها:-
تفكيك الديكتاتوريات وإرتفاع نداء الحرية وإسقاط أنظمة الظلم والقهر والخروج من دولة الفجور السلطوي تمهيدا للدخول في زمن دولة القانون مما يضع الأخلاقية في مواجهه الانتهازية للخروج من المأزق الأخلاقي للأنظمة العربية بحيث يتساوى الحاكم والمواطن أمام النظام
ومن حسناتها بروز قوى الشبيبة وإمكانيه تجديد الثقافة السياسية وصناعة التاريخ
حتى غدا الحدث أعظم من ثورة بل إنه إنبعاث شعوب وولادة جديدة وإستعادة السيادة الوطنية بالقوة الذاتية
وأما السلبيات:-
فأولها مأزق الشرعية
((الدين- والكاريزما- والدولة الدستورية- والأيدولوجية الحزبية))
وهي غائبة في الثورات العربية من دون إهمال الحقيقة القائلة إن الدين الإسلامي يبقى المصدر الأكثر تأثيرا وفاعلية في أذهان الجمهور العربي ومنها المخاطر الناجمة عن إهمال توظيف الطاقات الشبابية وتأكيد وتحقيق أحلامها
ومنها خطر التجزئة بسبب إشكاليات الأقليات مما حفزها على طلب الاستقلال أو الحماية الأجنبية وهما خياران إنتحاريان ولذا سعت القوى الأقلية بسبب حساسيتها المفرطة للإرتباط بل الإحتماء بالسلطة القائمة وهو ما يوجد شعورا من المرارة لدى الأكثرية قد يتحول إلى حقد على الأقلية بعد إنتصار الثورة ولا حل لهذا الواقع إلا بوجود وعي تاريخي لدى قادة الأكثرية والأقلية
ولا يزال خطر الثورة المضادة قائما ومرغوبا
فيه من الأنظمة العربية المؤثرة وكذلك خطر إحتمالية تحول الضحية الى جلاد حين يصل إلى الحكم ولذا فإن تأييد الثورة من الشعب يختلف كليا عن تقديسها وتقديس زعمائها وإذا كانت مؤسسة الجيش مخلصة لوطنها وشعبها ودينها فستكون ضمانة قوية للعدل والأمن لا أداة بيد الحاكم لقتل الشعب
ومع كل ذلك فالمعطيات تؤكد بأن الثورات العربيو إقتحمت قلوب الشعوب العربية في مختلف أقطارها ووضعت كل الأنظمة العربية الإستبدادية في موقع الدفاع عن نفسها ضد شعوبها وأضحى بعضها نظاما ساقطا حتى لو لم يسقط بعد ولأجل ذلك تعمل هذه الأنظمة على إستغلال جميع الثغرات الدينية والإقتصادية والأمنية لتفشيل الثورات وجعل الأمة على هامش التاريخ وعلى قادة الإنتفاضات التسلح بالوعي واليقظة ومعرفة التاريخ لأن الدول تبنى على الأفكار وليس على الأوهام
وأما الحديث عن إيران والسعوديه فهو بحاجة لمشروع دراسة إستراتيجية كبرى في جزئين لدولتين متواجهتين حول الشرق الاوسط:-(((إيران.....والسعودية)))
وسأتحدث باختصار غير مخل عن جيوبوليتيك الدولتين وسبق أن إستعرتض أغلبه في المنشورين السابقين وملخصه أن واقع البلدين ومصالحهما العليا متعارضة ومتنافسة على حيز واحد وللسعودية دور أساسي في التصدي لهذه المطامح والمطامع الإيرانية التي بادرت بالهجوم وبدأت به ويجب على السعودية وشعبها بأن تكون لديهم اليقظة الدائمة والوعي الكافي والوسائل المناسبة للرد على كافة المخاطر والتهديدات والتحديات التي تواجهها المملكة بما يحقق مصالحها القومية والشيء المؤسف جدا أن هذه الإستراتيجية غير موجوده حتى الآن
ولعل التغيير الذي حدث في مؤسسة الحكم السعودي قد جاء في وقته قبل غرق البلاد العربية في طوفان المد الفارسي الباطني وما تلا هذا التغيير من يقظة لإيقاف المشروع الإيراني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من حدود الخليج وتمثلت هذه اليقظة بعاصفة الحزم لقمع التمدد الإيراني لليمن والآمال بالله عريضة أن تثمر الجهود بخلاص اليمن وسوريا والعراق ولبنان من التغول الشيعي وسلامة هذه البلاد وأهلها وجميع بلاد المسلمين وأن يقود ذلك لمشروع إسلامي عالمي مستقل...
0 التعليقات:
إرسال تعليق