الاثنين، 18 يناير 2016

شـرف عبدالله مـراد


المنطقة العربية بين أطماع الخارج وأوجاع الداخل...الحلقة (2):

القوى المتواجهه في الشرق الإسلامي أربع وهي:-

1-
القوى السنيه وعلى رأسها السعوديه

2-
القوى الشيعية في إيران التي تمثل بحسب تصريحات توني بلير تهديدا إستراتيجيا للمنطقة برمتها

3-
إسرائيل ومن خلفها الصهيونيه العالمية

4-
قوى الغرب بفروعها الثلاثة أمريكا وأوروبا وروسيا
وبإستخدام الجيوبولوتيكيه وهي تحليل المنافسات بين القوى التي تسعى للسيطرة على حيز جغرافي معين وعلى سكانه من أجل فرض النفوذ عليه فإن محددات القراءه التحليليه سته وهي:-

1-
المحفزات والدوافع التي تحرك قوه سياسيه معينه للعمل
فالسنه يسعون للحفاظ على نفوذهم التاريخي
وإيران تسعى إلى نشر معتقدها
وإسرائيل منشغلة بوجودها
ومع تنافس قوى الغرب على مصالحها في المنطقه إلا أن لديها محفزا مشتركا وهو الحفاظ على وجود دولة إسرائيل وأمنها

2-
النوايا ومفادها ماالذي تنوي هذه القوى أن تحققه ولعل النيه الأكثر بروزا وخطورة هي السعي لإيجاد حل معقول ومقبول لدولة إسرائيل في محيطها العربي الإسلامي كي لاتظل جسما غريبا فيها

3-
الأهداف المنشود تحقيقها للنوايا السابقه حيث ترسم كل واحده من القوى السابقه أهدافا خاصه بها وتعمل على تحقيقها وأظهر تلك الأهداف بلبلة الوضع وزعزعة إستقرار المنطقه ونشر الفوضى لإضعاف السنه وتقليص دور القوى السنيه بإشغالها بخلافات داخليه أو مع الجيران وإيجاد كيانات متباينه داخل الكيان الواحد وصناعة مليشيات عسكريه لدعم الإستراتيجيه الإيرانيه مثل حزب الله والحوثيين وتشجيع إنبثاق حلف بين الأقليات داخل المحيط السني وحوله

4-السلطه حيث سعت القوى ليكون لديها القدره كي تأمر وتنهى داخل المنطقه دون ممانعه

5-السيطره بالإشراف على الحيز الجغرافي وتعهد أموره سواء بطريقه شرعيه أو تسلطيه


6-الحيز الجغرافي وهو المشرق العربي الأكثر إستهدافا لجملة إعتبارات منها..
-أنه قلب العالم وفيه 59 أقليه منها 26 أقليه مذهبيه و17 أقليه دينيه و16 أقليه لغويه ويمكننا إيجاد شبه توازن ديموغرافي بين الأكثريه السنيه وبين الأقليات مجتمعه حيث تمثل الأكثريه السنيه 52./· بينما تمثل الأقليات 48./·


-فضلا عن كون هذا الحيز الجغرافي يحتل المركز الأول عالميا من حيث الإحتياطي النفطي وكمية الإستخراج منه
ويوجد في هذا الحيز الجغرافي مأساتين كبريين وهما...وجود إسرائيل فيه والقضية الفلسطينه التي أصبحت بمثابة رافعه تاريخيه للثوره الإيرانيه التي تقدم نفسها وكأنها الجهه الأكثر حرصا على القدس والخطه التي يعمل لأجلها منذ سبعينيات القرن الماضي تستند إلى إستثمار نقطة الضعف هذه وقيام دويلات كونفدراليه للطوائف من الأقليات وعلى رأسها...
الشيعه والنصارى واليهود والأكراد


وهي خطه يتم العمل عليها بتصميم يهودي وإستغلال إيراني ودعم غربي وإن تردد الأكراد والنصارى في التعاطي معها والقبول بها
لكن الشيء المحزن أنها تقابل ضياعا سنيا كتيه بني إسرائيل أو أطول.
والسؤال الأهم هنا...

من يتزعم العالم العربي الإسلامي؟ السعوديه أم إيران...؟؟


لقد سعى المتصارعون في المنطقه لإستدراج السنه إلى فخاخ كثيره لفرملة إندفاعهم كونيا وأبلستهم ووضع هوه سحيقه بينهم وببن الغرب ومن هذا الباب مايلي...........:-

أ-إشعال الحرب العراقيه الإيرانيه ثم تشجيع صدام على إحتلال الكويت

ب-
تدمير العراق بحجة إمتلاكه لأسلحة دمار شامل

ج-
شطب الزعامات السنيه حتى العلمانيه منها كالحريري وصدام وياسر عرفات وإشغال السعوديه ومصر بإضعاف نفوذهما وإرباكهما

د-
التركيز على العراق فهو يمثل أهم تغيير إستراتيجي كونه مدخل لتغيير ثلاثة أمور أساسيه وهي...:-

1-
تغيير وجه الشرق الأوسط من دول الأكثريه السنيه إلى دويلات تحالف الأقليات

2-
تغيير هوية المشرق من عربيه إلى فارسيه

3-
تغيير إنتماء المشرق إلى العالم الشيعي بدلا من السني.
وهذه الأقليات الموجوده داخل الكيان السني هي الأداه لتنفيذ هذه الخطه وهي تستخدم فكرا إستراتيجيا متفوقا تنظيما وتخطيطا وتسليحا وتحظى بدعم دولي كبير لكسر نفوذ أهل السنه الذين يعانون من أمرين مهمين وهما.........:-

الأول
.....الإفتقار إلى إستراتيجية فاعله ومؤثره


الثاني
...الإفتقار إلى فكر سياسي حيوي يحمل مشروعهم الحضاري المتين
لذلك أقول بأن الأقليات قد تتفوق في الوقت القريب إذا لم يتحرك العالم السني قبل فوات الأوان كما أن للشيعه واليهود أسباب موضوعيه للإنضمام إلى تحالف الأقليات ولاتزال المعركة قائمه مع الأكثريه والمحاوله جاده لضم الأكراد والنصارى إلى تحالف الأقليات لإحكام تطويق أهل السنه وتضييق الخناق عليهم وفي حال نجاح حلف الأقليات فستنتقل المركزيه الإقليميه من السعوديه إلى إيران لتصبح إيران هي من يتزعم العالم العربي الإسلام.


ولذلك ينبغي القول بأنه لايجب على نصارى الشرق أن ينخدعوا ويكونو حرس حدود لإسرائيل والغرب فسلام المسلمين هو سلام لهم وإذا وقعت الفتنه فسيكون نصارى الشرق أول ضحاياها


وأما أهل السنه الذين يمثلون 85./· من المسلمين بما يعني نحو 1,4 مليار نسمه فإنهم يواجهون العالم النصراني واليهودي والشيعي والبوذي والهندوسي والوثني والمفارقه العجيبه هي أن أهل السنه يقعون في خانة المعتدى عليهم وليس البادئ بالإعتداء


ولذلك تسعى الأقليات المحيطه بالعالم السني إلى "أبلسة السنه" لتسويغ العدوان عليهم

وترمي ملامح الإستراتيجيه الإقليمية في التعامل مع أهل السنة لتحقيق ثلاثة أهداف هي.........:-


1-
إزاحة التفرد السني


2-إدماج إسرائيل في المنطقه


3-السيطرة على نفط العراق وباقي دول المنطقة


ومع كل هذه الحقائق والمعطيات فإن العالم السني ودوله الكبيره لم يتنبهوا من قبل أن الغرب وعلى رأسه أمريكا يعمل على إضعاف السنة خدمة لإسرائيل ولمصالح الغرب ثم لخدمة إإيران بطريقه غير مباشره ولذا فإن مأزق دول الخليج عميق جدا حين إكتشفت مؤخرا أنه لايمكنها الوثوق بأمريكا وكذاك لايوجد في نفس الوقت قوة بديله لحمايته من المخاطر المحدقه من كل مكان...
ورسالتي للذين لم تتبين لهم حقيقة مايحدث حتى الآن هي...
بربكم مامصلحة أمريكا من الإلتزام بدعم إسرائيل قياسا بدول الخليج ذات النفط والغاز والصفقات العسكريه الضخمه والموافقه التامه على كل ماتتبناه أمريكا وتقوله بينما تخلوا فلسطين من النفط وتثقل إسرائيل كاهل الخزينه الأمريكيه بالمعونات وفي نفس الوقت لاتستجيب لتوجيهات واشنطن بل تحرجها دائما وفوق هذا تتجسس عليها..


وأخيرا سأضع بين يد الجميع خمس حقائق هامه داعيا الصغير والكبير للتأمل فيها...


؛؛؛؛الأولى.....تقوم سياسة إسرائيل ونصيرية سوريا على الخوف وبالتالي تتجرأ على المجازفه بكل شيء حتى لوكان خارج حدود العقلانيه

؛؛الثانيه...مصير إسرائيل هو أهم عامل في الأزمه السوريه الحاليه وبالتالي فالأقلية العبرية تشترك مع الأقليه الحاكم في سوريا لمدافعة الوجود السني في المنطقة

؛؛؛؛ الثالثة....الربيع العربي كان إنتفاضة سنيه بإتجاه المستقبل وقد إستخدم أعداؤه كل السبل لتشويهه وحرفه عن مساره الصحيح ونجحوا إلى حد كبير بسبب ضعف المناعه لدى السنه وغياب مشروعهم الحقيقي

وعمد تحالف الأقليات إلى أمرين بحجة الربيع العربي
وهما.. :-

1-
إشغال السعوديه بشيعة الخليج وبالعبث الحوثي
2-تفتيت
 مصر وإدخالها في دوامة من الصراعات الداخليه حتى لاتكون سندا للعالم الإسلامي السني....

؛؛؛؛الرابعة....سمة هذه المرحله الصراع الدامي بين الوى المتواجهه وهو صراع وجود وقد يكون هو الحدث الأهم في القرنىط الواحد والعشرين

؛؛؛؛ الخامسة....حلول مشكلات المنطقه لا تتم إلا مع الأكثريه العربيه السنيه وهذا إنحياز للحقيقه الواقعيه والتاريخيه التي تفرض نفسها وليس إنحياز لأهل السنه ومع أنها حقيقه عمليه راسخه إلا أن الأقليات لاتؤمن بها ولاتعمل بمقتضاها وما يحدث هو التضليل المتعمد الذي تمارسه عدة جهات لتشوية طبيعة الصراع الحالي وصناعة الرأي العام المضلل داخل الكيان السني لتفتيته وإرباك المشهد وتشويه الصوره وتجنيد بعضه ضد بعضه....

                   للموضوووووع بقية....

0 التعليقات:

إرسال تعليق